26 Dec 2011

الخبز مقتولا

 

ليتكم انتظرتم فقط ليعد فطوره، أتكوّر على نفسي و أشعر أنني دخلت دهليزاً في أقاصي الأرض كلما فكرت أنه مات جائعاً أو أن أولاده يتضورون جوعاً هذه اللحظة.. ما زال يتأبط خبزه حتى الآن ،في صباحه الفاجعة ، رمادي بلا طعم ولا رائحة.. يشبه سباحةً في الغبار فهي تثقل على الصدر و ترهق الروح ، و تدخلك في العدم . هذا الصباح، الصدأ يعشش على أفواه الجنود فلا ابتسامة تشق طريقها و لا كلمة ترحيب بالشمس الحاضرة الغائبة، الخبز يسقط قتيلاً فهو الآخر لم يستطع الهرب من الرصاصة الطائشة، هذا الصباح ..يحصدون القمح بأعيرة نارية، و يطفئون جوعهم...أكانوا جوعى..؟ أشعروا بغيرة ما لأنه يتمختر بخبزٍ قليل و كثيرٍ من العنفوان..؟
أيتها الأرض الماجنة، لماذا تعشقين إلى هذا الحد..؟ مغناجة لدرجة يجرون أجساد رجالك عليك بقضيبً حديدي، لتبقى رائحتهم في جسدك إلى الأبد، رجلك اليوم مدجج بالقمح و بعض السكر الذي علق في فمه من قهوة الصباح.. و قطعةٌ من السماء لم تكن كافية لتغطية حلاوة روحه و خشخشة السنابل.. أصمي آذانهم أيتها السماء.. و أنبتي العشب على أفواه البنادق لينعم عشاق الأرض بموت أخضر..على الأقل!
Hadeel Athena

No comments:

Post a Comment